طيران الإمارات تحقق 1.9 مليار دولار أرباحا في العام المالي 2016/2015

 

تراجع العائدات 4% نتيجة انخفاض أسعار العملات الأوروبية

انخفاض أسعار الوقود دعم زيادة الأرباح وتمثل 26% من تكاليف التشغيل

الأسطول يسجل 251 طائرة بعد انضمام 29 وحدة جديدة خلال العام الماضي

52 مليون راكب تم نقلهم حول العالم على متن رحلاتها والإشغالات 77%


كتب- أكرم مدحت 

 

قال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، إن مجموعة الإمارات واصلت تحقيق الأرباح القياسية للسنة الـ28 على التوالي، وأنها اختتمت العام المالي 2016/2015 المنتهي في 31 مارس الماضي، بتسجيل مستويات قياسية من الإمكانات والأرباح لكل من طيران الإمارات وشركة دناتا.

وأظهر التقرير المالي السنوي لمجموعة الإمارات الذي حصل "ترافل يالا نيوز" على نسخة منه، أن طيران الإمارات حققت عائدات 23.2 مليار دولار (85 مليار درهم)، مسجلة تراجع 4% عن العام المالي 2015/2014، متأثرة بالانخفاضات الكبيرة في أسعار صرف العملات العالمية الرئيسية تجاه الدولار الأمريكي، والتعديلات السعرية بتأثير انخفاض أسعار الوقود، وهذه العائدات تمثل 91.4% من إجمالي كما بلغت عائدات مجموعة الإمارات التي بلغت 93 مليار درهم (25.3 مليار دولار أمريكي).

ونجحت طيران الإمارات في تحقيق أرباح صافية قدرها 1.9 مليار دولار (7.1 مليارات درهم) في السنة المالية 2015/2016، من إجمالي 2.2 مليار دولار أرباح المجموعة، بارتفاع 56% عن أرباح السنة التي سبقتها، وبهامش ربح بنسبة 8.4%، وهو أعلى معدل منذ السنة المالية 2010/2011، واختتمت طيران الإمارات سنتها المالية بأرصدة نقدية ناتجة عن عملياتها التشغيلية قدرها 14.1 مليار درهم (3.8 مليارات دولار).

ونقلت الشركة 51.9 مليون راكب، بنمو 8%، وسجل متوسط إشغال المقاعد على رحلاتها حول العالم 76.5%.

وأدى الارتفاع الحاد في قيمة الدولار الأمريكي في معظم الأسواق الرئيسية لطيران الإمارات إلى التأثير بقيمة 6 مليارات درهم (1.6 مليار دولار) على عائدات الناقلة، وبقيمة 4.2 مليارات درهم (1.1 مليار دولار) على الأرباح.

وعلى الرغم من ذلك، تراجعت التكاليف التشغيلية بنسبة 8% مقارنة مع السنة المالية 2014/ 2015، وساعد متوسط أسعار وقود الطائرات خلال السنة المالية على دعم أرباح طيران الإمارات، حيث انخفضت قيمة فاتورة الوقود بنسبة 31% عن السنة المالية السابقة لتبلغ 19.7 مليار درهم (5.4 مليارات دولار)، وأصبح الوقود يشكل الآن 26% من إجمالي التكلفة التشغيلية، مقارنة بنسبة 35% في السنة السابقة، إلا أنه يبقى محتفظا بأكبر حصة من التكلفة التشغيلية للناقلة.

وأشار آل مكتوم إلى أن تحقيق طيران الإمارات أرباحا قياسية ونتائج قوية، دليل على نجاح إستراتيجية إدارة المجموعة، رغم الأوضاع غير المواتية، أبرزها انخفاض أسعار صرف العملات، بالإضافة إلى التقلبات التي تشهدها الاقتصادات العالمية والتي نجم عنها ضعف ثقة المستهلكين والمستثمرين، والاضطرابات الاجتماعية والسياسية في العديد من مناطق العالم.

ويرى الشيخ آل مكتوم أن استمرار انخفاض أسعار النفط سيبقى يمثل سيفا ذا حدين، ليكون نعمة لتكاليف التشغيل، ولعنة لبيئة الأعمال العالمية وثقة المستهلكين، كما سيبقى ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي تجاه العملات الرئيسية يشكل تحديا لنا، وكذلك التهديدات التي تلوح في الأفق والمتمثلة في السياسات الحمائية من قبل بعض دول العالم. وعلى الرغم من كل ذلك، فقد بدأنا السنة المالية الجديدة تملؤنا الثقة بفضل أوضاعنا المالية القوية.

 

 

تطور أسطول الشركة

تسلمت طيران الإمارات 29 طائرة جديدة، وهو أكبر عدد من الطائرات ينضم إلى الأسطول خلال سنة مالية، منها 16 طائرة إيرباص A380، و12 بوينج B777-300ER وطائرة بوينج F777 للشحن، ليصل عدد أسطولها إلى 251 طائرة في نهاية مارس الماضي.

وخلال السنة المالية المنصرمة، خرجت 9 طائرات من الخدمة، ما خفض معدل عمر أسطول طيران الإمارات إلى 74 شهرا، أي نحو نصف المستوى العالمي للصناعة البالغ 140 شهرا، كما حافظت الناقلة على مكانتها كأكبر مشغل لطائرات البوينج 777، وإيرباص A380، وهما من أحدث الطائرات في الأجواء اليوم وأعلاها كفاءة في استهلاك الوقود.

ومع تسلم الطائرات الجديدة، أطلقت طيران الإمارات خلال السنة المالية الماضية خدمات إلى 8 محطات جديدة، هي بالي (اندونيسيا)، وبولونيا (إيطاليا) وسيبو وكلارك (الفلبين)، ومطار صبيحة جوكتشن في أسطنبول (تركيا)، ومشهد (إيران)، ومولتان (باكستان)، وأورلاندو (الولايات المتحدة الأمريكية)، إلى جانب محطتي شحن جديدتين، كما أضافت رحلات وزادت السعة المتاحة إلى 34 مدينة عبر شبكة محطاتها القائمة في أفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية، ما وفر للعملاء مزيدا من الخدمات وخيارات السفر.

وفي 31 مارس الماضي، وصل عدد طائرات آيرباص A380 في أسطول طيران الإمارات إلى 75 طائرة تخدم واحدة من كل 4 وجهات ضمن شبكة خطوط الناقلة.

ولتمويل توسعات أسطولها، تمكنت طيران الإمارات من ترتيب تمويلات قياسية قدرها 26.9 مليار درهم (7.3 مليارات دولار) باستخدام مختلف الأدوات التمويلية المتاحة، والتي تؤكد قوة مركزها المالي عالميا.

 

تراجع عائدات السوق الأوروبي رغم صدارته

وحافظت العائدات المتأتية من المناطق الست التي تعمل فيها طيران الإمارات على توازنها، حيث لم تزد مساهمة أي منطقة بمفردها على 30% من العائدات الكلية، واحتلت أوروبا المركز الأول حيث بلغت العائدات الناتجة منها 24 مليار درهم (6.5 مليارات دولار) بتراجع نسبته 5% عن عائدات السنة السابقة.

وجاءت منطقة شرق آسيا وأوقيانوسيا (أستراليا ونيوزيلندا) في المركز الثاني بفارق بسيط وبعائدات بلغت 22.4 مليار درهم (6.1 مليارات دولار) بتراجع 9% عن سنة 2014/ 2015.

وسجلت منطقة الأمريكتين عائدات قدرها 12 مليار درهم (3.3 مليارات دولار) بنمو نسبته 9%، في حين وتراجعت عائدات منطقتي أفريقيا والخليج والشرق الأوسط بنسبة 3% إلى 9.1 مليارات درهم (2.5 مليار دولار)، وإلى 8.4 مليارات درهم (2.3 مليار دولار) على الترتيب. كما تراجعت عائدات منطقة غرب آسيا والمحيط الهندي بنسبة 4% إلى إلى 7.6 مليارات درهم (2.1 مليار دولار).

 

الاستثمار الناجح في الخدمات

وواصلت طيران الإمارات التركيز على رفاهية وراحة عملائها، وتوفير مزيد من الخدمات المبتكرة، حيث استثمرت 80 مليون درهم (21.9 مليون دولار) خلال العام الماضي لتزويد أسطولها بإمكانات الاتصال بخدمة الإنترنت اللاسلكي Wi-Fi، وبنهاية مارس الماضي، أصبحت هذه الخدمة متوفرة على 70% من طائرات الأسطول.

وكشفت النقاب عن مقاعد جديدة لدرجة رجال الأعمال تتحول إلى أسرة مستوية سيتم تركيبها على طائرات بوينج B777-300ER، وأطلقت طائرات إيرباص A380 بتقسيم الدرجتين التي تحتوي على أكبر شاشات شخصية لركاب الدرجة السياحية.

 

كما افتتحت صالتين انتظار جديدتين لركاب الأولى ورجال الأعمال في طوكيو وكيب تاون، ما وصل بعدد صالاتها الخاصة في المطارات العالمية إلى 39 صالة، وبلغ إجمالي استثماراتها في برنامج الصالات الخارجية منذ إطلاقه 352 مليون دولار (نحو 1.3 مليار درهم).

وبالنسبة إلى السنة المالية الجارية 2016- 2017، أطلقت طيران الإمارات حتى الآن محطتين جديدتين في الصين، هما ينتشوان، وجيانجو، وأعلنت نيتها افتتاح خطين جديدين إلى رانغون (مايانمار)، وهانوي عاصمة فيتنام، بالإضافة إلى تعزيز السعة للعديد من المحطات القائمة من خلال زيادة عدد الرحلات أو استخدام طائرات أكبر.

 

مساهمة الشحن الجوي في مسيرة النجاح

واصلت الإمارات للشحن الجوي دورها الهام في نمو عمليات طيران الإمارات، حيث ساهمت بنسبة 14% من إجمالي عائدات الشركة، حيث بلغت عائدات الشحن في 11.1 مليار درهم (3 مليارات دولار) بتراجع نسبته 9% عن السنة السابقة، في حين ارتفع إجمالي الكميات التي نقلتها بنسبة 6% لتصل إلى 2.5 مليون طن.

وخلال السنة المالية 2015/2016، افتتحت الإمارات للشحن الجوي مركز عملياتها الجديد في مطار آل مكتوم الدولي، وتسلمت طائرة جديدة من طراز بوينج F777، ليبلغ عدد أسطولها 15 طائرة، منها 13 طائرة بوينج F777، وطائرتان بوينج F747-400.